في العدد 15 لليدرز العربية: الأخطاء الطبية في تونس والإسلام السياسي ومآلاته من بين محاوره
الأخطاء الطبيّة في تونس: 7 آلاف خطأ طبي سنويا
Mardi 14 Mars 2017
بــاب نــات – حسب مصدر يتم تسجيل ما يقارب 7 آلاف خطٲ طبي سنويا في تونس، يفقد بسببها عديد المرضى الحياة ويصاب آخرون بأضرار جسيمة منها التشوّهات والإعاقات الدائمة. في حين ٲفاد ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﻔﻘﺪﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻤﻮازﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﺔ ﺑﻮزارة اﻟﺼﺤّﺔ، د. طه زين العابدين، أنّ عدد الشكاوى المتّصلة بشبهة أخطاء طبيّة تتراوح بين 350 و 400 شكوى سنويّا.
وقد نشرت مجلة ليدرز في عددها الجديد لشهر مارس 2017، ملفا خاصا بالأخطاء الطبية في تونس، بينت خلاله أنّ عدد العمليات الجراحية، من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا، يبلغ سنويّا بين 900 ألف و950 ألف عملية. تُجرى في المؤسسات الاستشفائية العمومية و350 ألف عملية تُجرى في المؤسّسات الاستشفائية الخاصّة، علاوة على أنّ عدد العيادات الطبيّة في القطاع العمومي يناهز 22 مليون عيادة في القطاع العمومي دون احتساب التلاقيح والعيادات الخاصّة بالأمّ والطفل، بينما يؤمّن القطاع الخاصّ بين 25 و30 بالمائة من مجمل العيادات كلّ سنة. وتعود اسباب ازدياد عدد الشكاوى، حسب الدكتور زين العابدين، إلى تنامي درجة وعي المواطن بمفهوم الخطأ الطبّي وارتفاع مستواه الثقافي وثقته في القضاء لإنصافه.
وأكّد الدكتور زين العابدين ٲنّه “لا يمكن الحديث عن الخطأ الطبّي أو الحادث الطبّي دون الخوض في المسؤولية الطبيّة والإطار القانوني الذي يحدّدها. بالنسبة إلى القانون التونسي لم يحدّد المشرّع مفهوم الخطأ الطبّي ولم يعرّفه بقدر ما حدّد الخطأ بصفة عامّة، وهو فعل ما وجب تركه أو ترك ما وجب فعله دون نيّة الضرر. وفي هذا المفهوم كان للقضاء التونسي دور كبير في ضبط ملامح الخطأ الطبّي وقد حدّده إمّا بالخطأ البسيط أو بالخطأ الجسيم مع ذكر مقاييسه على أساس أن يكون إهمالا أو تقصيرا أو عدم المعرفة، إضافة إلى تحديد العلاقة بين المريض والطبيب.
ومن جانبه قال الدكتور عصام العامري، رئيس الجمعية التونسية لإعانة ضحايا الاخطاء الطبية، ٲن ظاهرة الاخطاء الطبية مسكوت عنها في تونس على الرغم من تفاقمها، ولا يلقى النشطاء في المجتمع المدني الذين يسعون إلى الحدّ منها التّجاوب اللاّزم لدى الجهات المعنية.
ٲمّا الدكتور منير يوسف مقني، رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطبّاء التّونسيين، فإنّه دعى إلى عدم التهويل، قائلا إنّه “لا أحد ينكر وجود أخطاء وحوادث طبيّة في تونس ولكنّها تقع بشكل محدود وهي ظاهرة لا يخلو منها بلد من البلدان”، مضيفا ٲنه في كلّ الأعمال الطبيّة هنالك نسبة مئويّة من الأحداث الطبيّة وأحيانًا من الأخطاء الطبيّة. وهناك أخطاء فادحة، كاستئصال الكلية السليمة عوض الأخرى المريضة أو بتر السّاق السليمة عوض السّاق الحاملة لورم، ومثل هذه الأخطاء نادرة وتعدّ على أصابع اليد الواحدة، لذلك يجب اجتناب التّضخيم والتّهويل”.